تلعب الصدف دورها في حياة كل شخص فقد لعبت هنا مع الفنانة منى ولعل أهم تلك الصدف ظهورها غير المدبّر من جانبها في برنامج «ألبوم» على شاشة MBC عندما شاركت في فريق شمال أفريقيا الحائز المركز الأول، ثم الاحتراف في عالم الغناء. ولكنها سريعاً ما قدمت ما يقنع الناس بموهبتها.
لعبت الصدفة دورها من جديد عندما غنت «دويتو» مع حسين الجسمي، ومن بعدها كان اللقاء الحلم مع راشد الماجد في جلسات «وناسة» التي عرضت مؤخرا على شاشة MBC. قدمت المطربة المغربية الشابة منى أمرشا خلال عامين ألبومين وست أغنيات مصورة، وهي تسجل الآن أغنيات ألبومها الثالث الذي تعد بأن يحقق معظم طموحاتها مع عالم الأغنية العربية بتنوعه واختياراته وشكله الجديد.
جاء اللقاء معها في مبني تلفزيون MBC في دبي الذي شهد عشرات من المرحبين بها من العاملين هناك لأنها نجحت رغم صغر سنّها وعفويتها وحيويتها وابتسامتها الدائمة في أن تكون صديقة محببة عند الجميع. ومن تلك العفوية كانت بداية حوارنا معها:
تعابير وجهك والتلقائية التي تتمتعين بها ترشحك للعمل في السينما؟
أشكركم على رؤيتكم تلك، لأنه بالفعل عرضت على عدة مشاركات، ولم أفكر في الأمر أبدا لأني أركز حالياً على الغناء والصوت والانتشار و ما يقدمني كمطربة بشكل أفضل. وبالطبع التمثيل شيء رائع وحلم كل من يمتهن الفن، وقد يكون ذلك في مرحلة لاحقة ومن خلال عمل متكامل يجعلني لا أتردد، وأيضا بشكل يضمن لي أن أكون مطربة أولا قبل أن أكون ممثلة.
وماذا عن نوعية تلك الأفلام التي تفضلين أن تكون بداياتك كممثلة؟
أنا أعشق الدراما بشكل عام ولكني أفضل الكوميديا لأن شخصيتي لا تتوافق مع الحزن والنكد، ودائماً مبتسمة لأني أحب الحياة.
ما أحدث إطلالات منى أمرشا وماذا عن جديدك؟
كان آخر ظهور لي في جلسات «وناسة» التي عرضت أيضاً على شاشة MBC مع المبدع والفنان الكبير راشد الماجد، ثم مشاركتي في حفلات عدة، في الوقت الذي أسجل فيه الآن مجموعة أغنيات جديدة ليضمها ألبومي الثالث. بعد «معجبة» و«سنة أولي حب». وجديدي سيكون مع أغنيات مختلفة عما ينتظره الناس سواء في الكلمة أو اللحن وطريقة الأداء، لأني أيضاَ سأغني بلهجات مختلفة وليس فقط الخليجية والمصرية.
ما هو الفارق بين منى أمرشا في ألبومها الأول وألبومها الثالث؟
في ألبومي الأول كنت في مرحلة التعرف والتعارف مع الناس منتظرة منهم معرفة ما يروقهم من جوانب صوتي وأي ألوان الغناء يفضلون مني ولي. بينما في ألبومي الثاني وبعد اكتساب الخبرة ومعرفة ذوق الناس والمفضل لي قدمت مجموعة أغنياته بناء على معرفة الآراء. لكن الثالث سيكون متميزاً ونقلة في حياتي لتحقيق الانتشار في أنحاء الوطن العربي كله.
في أي مرحلة تصنفين نفسك حالياً؟
لن أقول إني حققت ما احلم به أو الانتشار الذي أسعى إليه، ولن أقول ذلك أبداً، فقد أصبحت معروفة في الخليج ومصر والمغرب، ويبقي المغرب العربي كله وباقي أنحاء الوطن العربي. فالجمهور المصري مثلاً لا تكفيه أغنية واحدة لتشبعه غنائياً، وهو ما أسعى إليه في ألبومي الثالث المنوع الذي اعد بأن يضم بعض الألوان التي اعتبرها جديدة في ساحة الغناء، وأعتبرها خطوة جريئة ولكنها ستساهم في تحقيق أحلامي.
بعد مرحلة التعرف والتعارف مع جمهور الأغنية، أي ألوان الغناء تجدين نفسك فيها؟
وجدت نفسي سريعاً في الغناء الخليجي والمصري، الى درجة أنني لم أقدم أغنية مغربية حتى الآن، وهو ما أسعى إليه في ألبومي الجديد. وسأقدم أغنية «سينغل» باللهجة المغربية هذا الصيف،إرضاء لنفسي وللجمهور المغربي، وأيضاً لإيصالها إلى كل مستمع عربي ذواقة. وفي هذا كله يبقي الطرب عندي هو الأساس وهو لوني الغنائي المفضل، فقد كانت بداياتي مع الغناء الصوفي والمدائح والقصائد وغيرها، وتعلمت وتربيت عليها وتمثل جزءاً من كياني وبداياتي مع عالم الغناء.
كان حلمك من قبل الغناء مع محمد عبده، ولكن الحلم تحقق مع راشد الماجد؟
محمد عبده هو قمة الغناء الخليجي وفنان العرب بشهادة الجميع. وليست هذه وجهة نظري فقط، وهناك مدارس وقمم خليجية أخرى مثل راشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وعبد الله الرويشد وغيرهم. نعم قلت إن حلمي كان الغناء مع محمد عبده وقد يتحقق ذلك أو لا يتحقق لكنه حلم مشروع، أما غنائي مع راشد الماجد فكان حلماً آخر، وهو شيء لم يكن مطروحاً أو أتخيله بعد عامين فقط من دخولي الوسط الغنائي وبعد صدور ألبومين لي فقط.
كيف كان اللقاء والغناء «دويتو» مع راشد الماجد؟
ما زلت لا أصدق حتى الآن أن يختارني المبدع راشد الماجد لمشاركته الغناء في تلك الجلسات، فبعد وصولي الى الأستوديو وقبل بدء التسجيل بقليل حاولت من جديد أن أتأكد من أن الأمر صحيح وأنه سيغني معي! ثم سألت مجدداً هل حقاً حضر الماجد؟ وهل يمكن أن يكون قد غير رأيه أم ماذا؟ ولكن حانت لحظة أعتبرها الأهم في حياتي حتى الآن، عندما قال لي لنبدأ الغناء معاً مرة واحدة ودون توقف أو إعادة. وهو ما حدث دون بروفات أو إعداد مسبق، وهذا بحد ذاته مصدر فخر لي أيضاً.
وللحق كنت أغني معه ونصفي في حلم ونصفي الآخر في الواقع الجميل، بمعنى أن كنت لا أصدق نفسي حتى ونحن نغني معاً، كانت تجربة فيها نوع من الخوف، ولكنه خوف جميل لأنه خوف النجاح، وليبدأ التساؤل يحاصرني من جديد وماذا بعد الغناء مع راشد الماجد؟ لأن الناس ينتظرون ما سأقدمه بعد الغناء مع سندباد الأغنية الخليجية، ولهذا أعتبر غنائي مع راشد الماجد قفزة نوعية في حياتي.
لكنه ليس «الدويتو» الأول أو الوحيد في حياتك كمطربة ؟
سبق أن قدمت «دويتو» مع الكبير والمبدع حسين الجسمي، وأيضاً مع الفنان عادل محمود، وهو من الفنانين الشباب ويسبقني خبرة وقد قدم ثلاثة ألبومات، ولهذا كانت بدايتي مع «الدويتو» من خلاله بل وكانت المرة الثانية في حياتي التي أدخل فيها استوديو، وبالطبع استفدت منه فنياً ومن خبرته وعرفني أيضاً جمهوره.
أما الفنان حسين الجسمي فقد لعبت الصدفة دورها في ترتيب لقائي معه، فقد كنت في الأستوديو لتسجيل أغنية مع راشد الماجد، ولكنه اعتذر بسبب اضطراره للسفر إلي السعودية، وكانت صدمتي كبيرة خاصة أن الأغنية كانت مخصصة لرأس السنة وتبقى أيام قليلة لعرضها، وهي مرتبطة بالعرض على شاشات التلفزيون فقط في تلك المناسبة. ويومها حضر الجسمي بالصدفة وأستمع الى الأغنية وأعجبته فسأل عن المطرب الذي سيقدمها، وعرف أنها «دويتو» بيني وبين راشد الماجد، وأن الماجد اضطر للسفر فجأة وغير موجود لبدء التسجيل، فعرض أن يشاركني غناءها، هو ما حدث وعرضت الأغنية بالفعل وحققت الانتشار المطلوب.
وهذا دليل على مدى روعة هذا الفنان وتواضعه وتعاونه مع الفنانين.
هل أنت حريصة على إصدار ألبوم كل عام؟
لا يهمني ذلك ولا عدد الأغنيات. بل يهمني أن تكون الأغنية مميزة وأن تصل إلى فئات عديدة تستمع وتحب الطرب. هدفي كان وسيظل أن أقدم ألواناً غنائية متعددة ولأكبر عدد من المستمعين العرب. وصدور ألبومين لي خلال عامين كان هدفه التنويع ومعرفة الناس لي واجتذاب فئات عمرية متعددة ، وليسمعني الشاب والفتاة ومن كان في عمر الستين أو أكثر، لأني لا أركز على فئة عمرية معينة، بل حرصت على أن يصل صوتي وموهبتي كمطربة الى أكبر عدد من عشاق الأغنية العربية. حتى في شكلي أنا حريصة على أن أكون نموذجاً لشكل المطربة التي يحرص الجميع على رؤيتها وهم يستمعون الى صوتها.
يلاحظ إتقانك للهجة الخليجية في الغناء وحتى في الحديث. هل تطلب الأمر دراسة وتدريباً؟
منذ لحظة دخولي للمشاركة في برنامج «ألبوم» على شاشة MBC تعاملت مع الأمر بجدية وحرصت على حفظ الأغنيات الخليجية، وبعد نجاحي في هذا البرنامج كان من الطبيعي أن أكون مع شركة بلاتينوم التي تنتج ألبوماتي. إقامتي طوال حياتي كانت في المغرب، ولم أنتقل إلي دبي إلا منذ ثمانية أشهر، وقبلها كنت أقيم في بلدي وأحضر فقط الى دبي لتسجيل الأغنيات. ولأن معظم أغنياتي خليجية فقد أتقنت الغناء بتلك اللهجة المحببة لكل مستمع عربي. وكما يقولون عليك أن تحب عملك لتجيده، وهو ما حدث لي مع اللهجة الخليجية.
لكن معظم من يحترفن الغناء من المغربيات يقمن بين القاهرة وبيروت؟
ليس مهماً أين تقيم ولكن المهم ماذا ستقدم. ومنذ اللحظة الأولى لنجاحنا كفريق يمثل شمال إفريقيا في برنامج «البوم» سألونا عن المكان الذي نرغب في أن نباشر من خلاله نشاطنا الغنائي. أنا اخترت بعد المغرب مدينة دبي، ليس فقط لوجود MBC وبلاتينوم التابعة لها فيها، ولكن لاقتناعي بأنها أيضا مفضلة عند المئات من الفنانين وكتاب الكلمة والملحنين واستديوهات التسجيل الحديثة.
وقد سألوني في الشركة عن الملحن الذي أرغب في العمل معه لأغنيتي الأولى، وكان ردي سريعاً الملحن الكويتي مشعل العروج لعشقي للأغنية الخليجية. ففي مصر مثلاً أكثر من 80 مليون نسمة، فهل تتخيلون عدد المطربين والمطربات هناك لأقيم في القاهرة ويعرفني الناس، خاصة اني لا أعرف أحداً هناك لأغوص في هذا البحر. والأمر نفسه في لبنان لأنه وكما يقولون في لبنان مطرب لكل نسمة.
ولهذا أحببت الإقامة في دبي لسهولة تحقيق الانتشار منها إلى كل أنحاء الوطن العربي، فقد اعتمدت على الغناء الخليجي الذي أجيده، مع تقديم أغنية أو أغنيتين باللهجة المصرية وغيرها حتى أثبت قدميّ في الساحة، وبعدها أحقق الانتشار الذي أسعي إليه.
هل وجدت منى أمرشا الدعم من جانب بلاتينوم وMBC؟
بصراحة لم يظهر موهوب في أي برنامج غنائي على المحطات التلفزيونية العربية ووجد مثل هذا الدعم الذي وجدناه في MBC. فقد وجدت دعماً خيالياً من إدارة المحطة وشركة الإنتاج التابعة لها. وإعلانات الأغاني كانت تظهر في كل قنوات MBC التي تعد الأكبر والأهم عربياً وتصل الى أكبر عدد من المشاهدين العرب.
وأي فنان في بداية حياته يأمل في تلك الفرصة، كما وجدت دعماً إعلامياً كبيراً، وفريق عمل محترفاً ومتخصصاً لدعم كل خطواتي الفنية بما فيها اختيار الأغاني والكلمات والألحان، وصولاً الى الشكل وغيره في ألبومي الأول. وللحق يبذلون الكثير لدعمي وتحقيق أحلامي، وللحق أيضاً وفي ألبومي الثاني لم أجد الدعم الإعلامي والدعائي نفسه رغم أنه حقق نجاحا باهراً، وقد يكون ذلك لتوقيت صدوره والانشغال بدورة برامجية جديدة. وكل ما أتمناه أن أجد الدعم نفسه في ألبومي الثالث.
كنت تدرسين الاقتصاد ولكنك تحولت إلى دراسة الصحافة، لماذا؟
بالفعل كنت ومازلت ادرس الاقتصاد ولم أتوقف عن ذلك. ولكن الى جانب ذلك درست الصحافة والإعلام، وهذا هو العام الأخير لي في تلك الدراسة التي قمت بها لارتباط الصحافة بالمجال الفني، ولرغبتي في معرفة هذا العالم الشيق والاقتراب من عالم الإعلام واكتساب الثقة والجرأة والقدرة على الحوار والمحاورة، وحتى القدرة على الإجابة عن أسئلة أهل الإعلام وما وراء كل سؤال.
فبعضها قد يحمل ألغاما موقوتة، ورغم ذلك أنا إنسانة عفوية ولا أتمنى أن أتخلص من عفويتي لأنها جزء من شخصيتي ومن حب الناس لي، ولا أحب أن أضع قناع التصنع والتمثيل على الناس.
قدمت تجربة الغناء في مقدمة مسلسل خليجي. كيف كانت التجربة وما مدى نجاحها؟
نعم كانت تجربة جميلة ومفيدة في غناء تتر المقدمة والنهاية لمسلسل«الحب اللي راح» الذي يعرض في شهر رمضان المقبل، والكلمات للشيخ دعيج الخليفة الصباح. وللحق كان الاحتفاء بي رائعاً في الكويت، سواء في الاستقبال أو المؤتمر الصحافي، خاصة أن المسلسل رومانسي اجتماعي ويضم عمالقة الدراما الكويتية، وهو ما شجعني أيضاً. هذه تجربتي الأولى مع الغناء في المسلسلات.
الزواج. هل هو مشروع مؤجل في حياتك؟
من قال هذا. أنا إنسانة طموحة وإذا توافر لي أن أحقق أحلامي فأهلاً بها، وأنا مازلت في بداية حياتي وتركيزي منصب على النجاح كمطربة أولاً. الزواج سنة الحياة، والمكتوب لي سيصير وكل شيء في وقته. هدفي في الحياة أن أكون سعيدة وأحقق طموحاتي، وأن أكون أنا وأهلي وأصدقائي وكل من أعرفهم بل والعالم كله بخير، وأن تكون الحياة حلوة.
ولكم مني اجمل تحية انتظر ردوودكم
حيـ منى ـاتي